العسل وأمراض العيون

العسل وأمراض العيون

لقد عرف العسل كعلاج ناجح في أمراض العيون منذ عهد الفراعنة, الذين استعملوه في كثافات القرنية، وكان العرب يتخذون من العسل مادة لشفاء أعينهم من الأمراض التي تصيبها، وروى المقريزي في كتابه (نحل عبر النحل) أن الصحابي الجليل رضي الله عنه عوف بن مالك الأشجعي كان يكتحل بالعسل ويداوي به كل سقم، وفي عصرنا الحديث بداء العسل يأخذ مكانته الجديرة به ومتربعاً على عرش العقاقير في مختلف مجالات العلاج الشفائية، وإن مشاهير الاختصاصيين في العالم مازالوا يشيرون باستعماله ويشيدون بنتائجه الطيبة، وقد أدخل العسل في المراهم التي يتداوى بها من أمراض التهاب الجفون والملتحمة وتقرح القرنية وكذلك أدخل في مجال علاج قصر النظر والتئام جرح العين واختلاجات الأجفان.

استعمل الأطباء في الماضي العسل كدواء ممتاز لمعالجة التهاب العيون واليوم وبعد أن اكتشف أنواع كثيرة من العقاقير والمضادات الحيوية، لم يفقد العسل أهميته، فقد دلت الإحصائيات على جودة العسل في شفاء التهاب الجفون والملتحمة، وتقرح القرنية، وأمراض عينية أخرى، ومن أكثر المتحمسين الاستطباب بمراهم العسل الأساتذة الجامعيون في منطقة أوديسا في الاتحاد السوفيتي، وخصوصاً الأستاذ الجامعي فيشر والدكتور ميخائيلوف، حتى إن تطبيب أمراض العين بمراهم العسل انتشر في منطقة أوديسا كلها، وقد كتب الدكتور(ع . ك . أوساولكو) مقالاً ضمنه مشاهدته وتجاربه في استعمال العسل لأمراض العين، وقد أوجز النتائج التي توصل إليها بالنقاط التالية:

  1. يبدي العسل بدون شك تأثيراً ممتازاً على سير مختلف آفات القرنية الالتهابية، فكل الحالات المعندة على العلاج العادية والتي طبقنا فيها المرهم ذا السواغ العسلي تحسنت بسرعة غريبة، كما أن عدداً من حادثات التهاب القرنية على اختلاف منشئه، أدى تطبيق العسل صرفاً فيها إلى نتائج طبية.
  2. يمكننا أن ننصح باستعمال العسل باستعمال العسل كسواغ من أجل تحضير معظم المراهم العينية باعتبار أن للعسل نفسه تأثيرات ممتازة على سير جميع آفات القرنية.
  3. من المؤكد أن ما توصلنا إليه من نتائج يدعوا المؤسسات الصحية كافة والتي تتعاطى طب العيون أن تفتح الباب على مصراعيه لتطبيق العسل على نطاق واسع في معالجة أمراض العيون.
العسل وأمراض العيون
العسل

ونظراً لاحتواء العسل وحبوب اللقاح على كمية كبيرة من فيتامين “أ” فإنه يمكن استخدامها لعلاج حالات الضعف البصري وخاصة أثناء الليل أو عند انخفاض الضوء، وهذا ما يسمى بمرض العشى الليلي، حيث يدخل هذا الفيتامين في تركيب العصبات والمخروطيات آلتي تعتبر بمثابة مستقبلات الضوء في الشبكية، ونقص هذا الفيتامين يؤدي إلى مرض العشي الليلي وعدم التمكن من الأبصار في الضوء الضعيف، كما يؤدي نقصه أيضاً إلى جفاف الجلد والأغشية المخاطية وجفاف ملتحمة العين والقرنية.

ونشرت مجلة حضارة الإسلام الدمشقية مقالاً للدكتور محمد نزار الدقر حيث قام بترجمة مقال للدكتور غ . ك أوساولكو من شعبة أمراض العيون في مستشفى أوديسا الإقليمي تحت عنوان (إستطبابات العسل في أمراض العيون) جاء فيه؛ وقد جربنا العسل حرفاً آو مركبا مع مواد علاجية أخرى وشملت مشاهداتنا التهابات القرنية وحروق القرنية وجروح القرنية, وقد أبدى العسل بدون شك تأثيراً ممتازاً على سير المعالجة لمختلف آفات القرنية الالتهابية..) وقد نصح الطبيب باستخدام العسل في تحضير معظم المراهم، كما دعا أيضاً إلى استخدام العسل على نطاق واسع في معالجة أمراض العيون.

وفي عام 1981م. أشار د. محمد عمارة رئيس قسم طب العيون بجامعة المنصورة إلى نجاح العسل في علاج التهاب القرنية، وعتمات القرنية المترتبة عن الإصابة بفيروس الهربس، والتهاب وجفاف الملتحمة، وينصح بوضع العسل في جيب الملتحمة الأسفل (2 – 3) مرات يوميًّا مثل وضع المراهم تمامًا، وإن كان ذلك ربما يؤدي إلى حدوث حرقان وقتي بالعين وانهمار الدموع؛ فإنه سرعان ما يتلاشى وتتحسن الحالة بنسبة(85%).

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

شرح مواضع الحجامة على جسم الإنسان

Read Next

الحجامة الوقائية