السنامكي من الأعشاب المشهورة ولعل الكثير من الناس قد أخذوا مستحضراً يحتوى على السنامكي في وقت ما من حياتهم، وعشبة السنا لها فوائد لا تعد ولا تحصى وأجريت عليها العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أثبتت فعاليتها، وهذا النبات معروف على مستوى العالم ويرتبط أسمها بمكة المكرمة بعد أن ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وشاع استخدامها في عهده ومن بعده في عصر الصحابة والتابعين، واستخدمت عشبة السنامكي لأول مرة من قبل الأطباء العرب المسلمين في القرن التاسع الميلادي، وكانوا يصفونها لأي مريض مع أو قبل استخدام العلاجات والأدوية الأخرى، وتستخدم السنامكي على نطاق واسع لتنظيف أو حَلَّ البطن بعد إضافة أعشاب أخرى لها.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن عشبة السنامكي.
الاسم: تُعرف عشبة السنامكي (بالإنجليزية: Senna) محليا بهذا الاسم وخاصة في اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية ومناطق الحجاز، أما في نجد وبعض المناطق الأخرى من المملكة فتسمى “عشرق”، كما يسمى “السنا حرمي”.
الاسم العلمي: النوعان الرئيسان المعروفان هما:
السنامكي المعروف علميا باسم: (Cassia angustifolia).
السنامكي الحجازي والمعروف علميا باسم: (Cassia acutifolia).
محتويات المقال
وصف النبات
نبات معمر لا يزيد ارتفاعه في الغالب على مترين، ويحمل النبات أوراقا مركبة ريشية الشكل تتكون من زوجين إلى سبعة أزواج من الوريقات، والأزهار في قمم الأغصان على هيئة مجاميع ما بين زهرتين إلى سبع زهرات في شكل عناقيد ذات لون اصفر إلى برتقالي، والثمار قرنية تشبه ثمار الفاصوليا أو الفول وشكلها مفلطح جلدية الملمس طولها ضعف عرضها ذات لون بني مصفر تحتوي بداخلها بذوراً ذات لون رمادي وقوامها صلب وتعرف باسم القرنة (الجراب).
الجزء المستخدم من نبات السنا: الأوراق المجففة وكذلك الثمار التي تحتوي على البذور.
المنبت والزراعة
الموطن الأصلي لنبات السنا إفريقيا المدارية والجزيرة العربية، وتعتبر مصر والسودان والهند والباكستان من الدول المصدرة للسنا على مستوى تجاري كبير، يستنبت من البذور في الربيع أو من الفسائل في أوائل الصيف ويتطلب الكثير من الشمس يمكن قطف الأوراق قبل أن تزهر النبتة او في أثناء ذلك وتجمع القرون عندما تنضج في الخريف.
المكونات الرئيسية
• جلوكوزيدات انثراكينونية (سنوزايد Sennosides).
• جلوكوزيدات نفثالينية.
• لثأ ومواد هلامية.
• فلافونيات.
• زيت طيار
الخواص الرئيسية:
– منبه وملين ومسهل قوي.
اقرأ أيضاُ: علاج ضعف الانتصاب
استخدامات السنامكي وفوائده
قامت أبحاث كثيرة على أوراق وثمار السنا وأثبتت تلك الأبحاث فائدة السنا كأفضل مسهل بالإضافة إلى تنقية للدم والفتك بالفيروسات والفطريات وأنتجت شركات الأدوية كثيراً من مستحضرات السنا، ويعتبر نبات السنا أحد النباتات المهمة المسجلة في دساتير الأودية الأوروبية والأمريكية والهندية والصينية وهناك مستحضرات عدة تسوق في جميع أنحاء العالم، وهناك استعمالات داخلية للسنا وأخرى خارجية نذكر منها ما يلي:
– الإمساك: تستخدم السنامكي دائماً للإمساك وبوجه خاص وملائم عندما تدعو الحاجة لأن يكون البراز ليناً كما في حالات الشرخ الشرجي، ومما لا شك فيه أن السنامكي من أفضل الملينات الطبيعية على الإطلاق وذلك لأن مفعوله لا يبدأ إلا في القولون حيث يتم تحلله بواسطة البكتريا القولونية وعليه فإنه لا يؤثر على المعدة والأمعاء الدقيقة ولا يؤثر بالتالي على امتصاص الغذاء بعد فترة الإسهال كما تفعل بعض المسهلات التي يحدث بعد استعمالها خمول لحركة الأمعاء فيحدث الإمساك بعد الإسهال مما يضطر المرء إلى معاودة استعمال المسهل والتعود عليها، كما لا يسبب السنا تقلصات في الأمعاء كما تفعل المسهلات الأخرى، كما أن من محاسن استعمال السنا أن الشخص يسطيع أن ينظم الوقت المريح لاستعماله فتأثيره المسهل لا يبدأ إلا بعد ما بين 8 – 12 ساعة من تعاطيه ولا يمتص من الأمعاء.
– يستعمل السنامكي لوقف نمو الفيروسات وتكاثرها، كما تم استخلاص مكونات فعالة من السنامكي واستخدمت ضد الفطريات.
– يوجد حالياً في الهند مستحضر مكون من محلول مائي مركز من السنامكي يستعمل لتنقية الدم.
– أما الاستعمالات الخارجية فيمكن استخدام منقوع أوراق السنا على هيئة حقنة شرجية للأطفال كمسهل وذلك باستعمال منقوع 1جم لكل سنة من العمر، أما الكبار فنسبة الحقنة الشرجية من 10- 15 جم لكل 500 مليلتر من الماء.
الأبحاث والدراسات:
– أدت الأبحاث الواسعة التي أجريت في الـ 50 سنة الأخيرة إلى فهم أعمق لمفعول السنامكي، وخصوصا تأثير السنوزيدات التي تهيج بطانة الأمعاء الغليظة ما يؤدي إلى تقلص العضلات بشدة فينتج عن ذلك تحرك الأمعاء بعد نحو عشر ساعات على تناول الجرعة وتوقف السنوزيدات أيضا امتصاص السوائل من المعي الغليظ ما يساعد على بقاء البراز طرياً.
السنامكي في الطب القديم:
الطب القديم يعتبر السنا من النباتات القديمة جدا المستخدمة في العلاج حيث استخدمت في زمن الفراعنة وكانت تسمى في ذلك الزمن باسم “جنجنت” وقد ورد ضمن عدة وصفات فرعونية لعلاج بعض الامراض في البرديات المصرية القديمة.
– كان يستخدم السنامكي على نطاق واسع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث ورد ذكره في عدة أحاديث، فقد رواه ابراهيم بن ابي عبلة قال سمعت عبدالله بن ام حرام وهو ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبلتين يقول: “عليكم بالسنا والسنوت فان فيها شفاء من كل داء الا السام” اخرجه ابن ماجه في السنن، واخرج ابن السني وابونعيم في الطب النبوي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لو كان في شيء شفاء من الموت لكان في السنا”، ومن الأحايث كذلك، عن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألها بم تستمشين قالت بالشبرم قال حار جار قالت ثم استمشيت بالسنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أن شيئا كان فيه شفاء من الموت لكان في السنا ” رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه، ولكن ضعفه الألباني.
– وقد قال الموفق عبداللطيف البغدادي في الاربعين الطبية ونقلها عنه ابن القيم والسيوطي “السنا دواء شريف مأمون الغائلة، وقريب الاعتدال، لأنه حار يابس في الدرجة الأولى، يسهل الصفراء والسوداء، ويقوي جرم القلب، وهذه فضيلة شريفة فيه، وخاصيته النفع من الوسواس وتشنج العضل وانتشار الشعر، ومن القمل والصداع العتيق (المزمن) والجرب والبثور والحكة، واذا طبخ في زيت وشرب نفع من أوجاع الظهر والوركين”.
– وقال الرازي عن السنا “السنا والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة وينفعان من الجرب والحكة”. وقال عنه ابن البيطار “إذا خلط بالحنا فإنه يسود الشعر وأجوده المكي، ينفع من الشقاق العارض في البدن وينفع من الصداع المزمن ومن البثور والحكة”. وقال عنه داود الأنطاكي “السنا تبقى قوته سبع سنين وهو حار يابس يسهل الأخلاط ويستخرج اللزوجات من أقصى البدن وينقي الدماغ من الصداع ويذهب البواسير وأوجاع الظهر”.
كيف يستعمل السنامكي؟
يستعمل السنا على هيئة مطبوخ أو منقوع أو على هيئة أقراص وهي متوفرة في الصيدليات، وهناك طرق قديمة لاستخدامه بشروط خاصة، وهذه الطرق متوارثة حتى الآن في الجزيرة العربية وخاصة اليمن.. للمزيد عن الطريقة القديمة لاستخدام أوراق السنامكي اضغط هنا..
محظورات السنامكي: بما أن السنا مسهل قوي جيد على المدى القصير لكن يجب ألا يؤخذ لمدة تزيد عن 10 ايام لأن ذلك يؤدي إلى ضعف عضلات المعي الغليظ، وقد يسبب مغصاً معوياً ومغصاً بطنياً لذا يؤخذ عادة مع أعشاب عطرية طاردة للريح ترخي عضلات الأمعاء، ولا يستخدم السنامكي من قبل النساء الحوامل.
