الأهليلج

عُرف الأهليلج فى الطب القديم لأزمنة عديدة، وفي الطب الهندي الأيورفيدي يعتبر من اكثر الأعشاب استخداما ويحظى بتقدير كبير ويطلق عليه اسم “ملك الأدوية”، وثمار الاهليلج لها مرارة وعفوصة وحموضة، والفعل القابض والمتعادل فى نفس الوقت، ومضغ ثمار الهليلج يشبه مضغ ثمار البرقوق (المشمش) غير الناضجة، وذلك له تأثير إيجابي شديد على صحة الذاكرة ونباهة العقل، كما له العديد من الفوائد العلاجية التي أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة بعضاً منها..

في البلدان العربية يلقى الاهليلج الكثير من الاجحاف من خلال عدم المعرفة الكافية بفوائده واستخداماته، ولأن أنواع الأهليلج متعددة هناك أيضاً معلومات مغلوطة عنه حتى من أهل المهنة من العطارين والعشَّابيين.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات حصرية دقيقة ومركزة عن الأهليلج وكل ما يتعلق به من بيانات وصور.

الاسم: أهليلج: وقد تحذف الهمزة أو “هليلج” بدون حرف الألف، ومن اسماءه كذلك الشعير الهندي أو اللوز الهندي، والأهليلج (باللغة السنسكريتية: Haritaki، وفي الأردو: Harad، وبالإنجليزية: Myrobalan) والاسم الانجليزي قد يعني إهليلج إلا أنه اسم مشترك يمكن أن يشير إلى العديد من الأنواع النباتية التي تجمعها علاقة أن لها ثمار يمكن تناولها كفاكهة طازجة أو تجفيف هذه الثمار مثل الخوخ والبرقوق والكرز والأملج وغيرها.

الاسم العلمي: أهليلج كابول (باللاتينية: Terminalia chebula)، وأهليلج بليلة (باللاتينية: Terminalia bellerica).

يشير الدكتور سليم الأغبري إلى أن هناك مواقع الكترونية عربية كثيرة تخلط ما بين أشجار الهليلج وثمارها مع شجرة أخرى تسمى “الهجليج” وثمرتها التي تسمى “اللالوب أو تمر العبيد”، وتعطي هذان الاسمان كمرادف للهليلج موضوع بحثنا، وهذا خاطئ تماما لأن أشجار الهجليج التي تنتشر في دول مثل السودان ومصر واليمن؛ من الأشجار الصحراوية دائمة الخضرة التي قد يصل ارتفاع بعضها عن الأرض إلي حوالي ستة أمتار، وثمارها (اللالوب) تشبه البلح في الشكل وبحجمها تقريباً وتكسوها قشرة خارجية هشة سهلة التكسير كقشرة البيض، كما توجد قشرة خشبية داخلية صلبة تحيط بالبذرة، وهذا النبات اسمه العلمي: (Balanites aegyptiaca) من الفصيلة الرطريطية.

علاج جرثومة المعدة بمكونات طبيعية

اقرأ أيضاً: علاج جرثومة المعدة

وصف النبات

الأهليلج أشجار استوائية نفضية مختلفة من جنس (Terminalia) الذي يضُم حوالي 100 نوع موزعة في المناطق المدارية من العالم، وهو من الفصيلة القمبريطية أو ما تسمى أيضا فصيلة اللوزيات الهندية (Combretaceae)، والشجرة قد ترتفع إلى 20 أو 30 متر، لها ثمار ذات لون أخضر عندما تكون غير ناضجة وصفراء رمادية عندما تنضج، وتختلف الثمار في الحجم والشكل على حسب نوعية النبات ومنطقته، فالهليلج له أنواع كثيرة منها الاصفر الفج ومنها الأسود والأسود الهندي وهو البالغ النضج وهو أسمن، ومنه كابلي وهو أكبر الجميع، تستخدم هذه الثمار وأجزاء أخرى من الشجرة مثل اللحاء في الصباغة والدباغة وصناعة الحبر وفي الطب.

الجزء الطبي المستخدم: الثمرة المجففة وفي الغالب يتم استخدام الجزء الخارجي المحيط بالبذرة، وهناك أنواع من الهليلج يستخدم منه لحاء الشجر.

ما قيل عنه قديما
أهليلج معروف وهو أربعة أصناف؛ قيل: إنها شجرة واحدة وأن حكم ثمرتها كالنخلة، وأن الهندي المعروف بمصر بالشعيري كالثمر المعروف عندهم بروايح الآس، والأسود المعروف بالصيني كالبسر، والكابلي كالبلح، والأصفر كالتمر، وقيل: كل شجرة بمفرده وحكي لهذا من سلك الأقطار الهندية، وبالجملة فأكثرها نفعا الكابلي فالأصفر فالصيني فالهندي، وقيل: الأصفر أجود وأنضج وكلها يابسة في الثانية واختلف في أبردها فقيل: الأصفر منها والصحيح في الأول يسهل الصفراء ورقيق البلغم، ويفتح السدد ويشد المعدة ولكنه يحدث القولنج وكذلك باقي الأنواع لقصورها عن غليظ الخلط، وهل النوع أفضل من الثلاثة في الأكحال يقطع الدمعة  ويجفف الرطوبات، ويحد البصر خصوصا إذا احرق في العجين.
ومن خواصه المجربة: إذابة المعادن بسرعة خصوصآ الحديد، وهو يضر بالسفل ويصلحه العناب وشربته إلى ثلاثة، ومن طبيخه إلى عشرة، وقيل: الطبخ يضعف الأهليلجات وأن إستعمالها محذور ولا تقع في الحقن أبداً، والصيني مثله لكن قيل بحرارته وأن شربة جرمه من ثلاثة إلى خمسة وأنه يضر الكبد ويصلحه العسل والكابلي.
وأجوده الضارب إلى الحمرة والصفرة، وقيل: معتدل في البرد، وهو يقوي الحواس والدماغ والحفظ ويذهب الإستسقاء وعسر البول، قيل: والقولنج والحميات وبدله البنفسج وما اشتهر من ضرره بالرأس واصلاحه بالعسـل مخالف لما ذكروه عنه سابقآ، وهو يمنع الشيب إذا أخذ منه كل يوم واحدة إلى ستة، والشعيري أضعفها وقيل: أكثرها إسهالأ وأهل مصر يبلعونه صحيحآ وهو خطأ.

المحتويات الكيميائية الرئيسية

تحتوي ثمار الهليلج على حموض التنّيك أو التانين (Tannin) بنسبه 24% – 32% وهي التي لها فعّل القبض والعفوصة وتتألف بشكل رئيسي من حمض الكيبوليك (Chebulinic acid) وحمض الشبوليك (Chebulagic acid) وهو المعروف بحمض الإهليلج، وكلما كانت الثمار ناضجة نقص تركيز التانين وزادت الحموضة، ويحتوي الأهليلج على أنتراكينونات وراتينج وصابونينات، كما يوجد فيه أحماض أمينية وحمض الفوسفوريك وبعض الأحماض الأخرى بكميات صغيرة، والبذور أو النواة تحتوي على نسبة عالية من البروتين وزيت ثابت ذو لون أصفر.

bannerDcolon

الخصائص الرئيسية
قابض، حلو حامض، مر، لاذع، يوازن الأمزجة، ملين لطيف، مضاد أكسدة، منشط، يحمي الكبد، طارد الحمى، مثبط مناعي، مضاد للتشنج ومقشع، مضاد للفيروسات، وخافض للسكر.
 

أهليلج كابول (Chebulic myrobalan)

ثمار هذا النوع يأتي من دول كثيرة في وسط آسيا مثل شمال الهند وجنوبا حتى منطقة ديكان، والثمار المُتعارف عليها والمنتشرة في الأسواق العربية بحسب مراحل نضج الثمرة يتوفر منها ثلاثة أصناف:

هليلج أسود (Black myrobalan): ويسمى أيضا الهليلج الصغير وعند العامة الزبيب الهندي أو الهليله؛ وتكون الثمرة غير ناضجة.

الاهليلج الأسود لعلاج الناسور

هليلج أصفر (Yellow myrobalan): وفيها تصل الثمرة إلى مرحلة البلوغ أو النضج بعد تطور البذرة أو النواة وتكون الثمرة خماسية الفصوص.

yellow myrobalan

هليلج كابلي (Kabuli myrobalan): ويسمى كذلك الهليلج الكبير؛ حيث تكون الثمار قد نضجت تماما.

أهليلج كابلي أسود

الفوائد والاستخدامات العامة

– حمض الإهليلج مضاد للأكسدة له العديد من الاستخدامات في مجال الطب أهمها على الأطلاق استخدامه كمثبط مناعي ويحفز الكبد ويحميه ويطرد السموم ويطرح النفايات من الأمعاء، كما يثبط إنزيم الفا جلوكوسيديز الذي يتواجد في معدة الإنسان وله دور مهم في دراسات السكري، ولقد ثبت نشاطه ضد العنقوديات الذهبية و المبيضات البيضاء.

– ينظم حركة الأمعاء بدون أن يهييجها، وينظيف الجهاز الباطني الهضمي وخصوصا القولون باعتدال، وحمض التنيك في الثمر يقي من التهاب الأمعاء ويقلل الإفرازات المعوية ويعالج عسر الهضم والحموضة المرتفعة وحرقة الفؤاد وحالات ارتجاع المريء ومضاد للإسهال المزمن، وداخليا وخارجيا في القضاء على البواسير.

– الإهليلج مفيد في علاج الربو ويستخدم في الوصفات الطبية ضد السعال البارد، ويحد من تكون المخاط فى المجاري والشعب التنفسية، وثمار الهليلج تخلق شعور جيد بالدفء الداخلي، وتعالج أعراض البرد العام وبحة الصوت.

– يستخدم مغلي الثمرة كغرغرة للفم المتقرح والتهاب الغشاء المخاطي في الفم ودهانا على العين المتقرحة والملتهبة وفي حالة التهاب الملتحمة، وكغسول مهبلي مضاد لالتهابات المهبل وزيادة الإفرازات المهبلية.

– يستعمل بكفاءة في علاج حرقة البول أو حالات نزول الدم مع البول، ويستخدم في علاج الجذام.

– عندما تؤخذ الثمار مع الوجبات فهو يشحذ الفكر ويحفز الحواس، ويقال أنه ربما يكون علاج نافع للعمى كما يعتقد أن له دور في منع نمو الأورام الخبيثة.

نقلاً عن موقع العلاج al3laj.com

أهليلج بليلة (Beleric or Bastard myrobalan)

ويسمى أيضاً البليلج؛ له ثمر ذو لون بني زغب تقطف ناضجة وأيضاً قبل النضج، ويستخدم بشكل أساسي في علاج المشاكل الهضمية والتنفسية كما يستخدم لحماية الكبد، في طب الأعشاب الهندي، الثمر الناضج قابض ويستخدم للإسهال وعسر الهضم، والثمر الفجّ (غير الناضج) يستخدم كملين ضد الإمساك المزمن، وبشكل عام في علاج التهابات الجهاز التنفسي والسعال والتهاب الحلق.

في الطب الهندي التقليلدي هناك تركيبة قديمة تسمى تناغم الصحة (health harmonizer) يدخل فيها الأهليلج الكابولي وأهليلج بليلة والأملج، ويستخدم هذا المزيج كوقاية من الأمراض ومنح القوة الجسدية والعقلية ولخفض الكولسترول ومنع موت الأنسجة وخاصة أنسجة القلب.

أهليلج بليلة للإمساك

طريقة استخدام الاهليلج

المسحوق: ملء ملعقة شاي صغيرة (3 جرام) من مطحون الأهليلج على الريق أو قبل الوجبات بساعة مرة إلى مرتين خلال اليوم، تسف في الفم مع الماء أو تخلط مع ماء عادي أو الحليب.

النقيع: في المساء توضع 5 ثمرات من الأهليلج في كأس فارغ ويصب عليها ماء عادي ويُغطى ويترك للصباح ليصفى ويشرب المنقوع على الريق، ويمكن شرب المنقوع مرة أخرى قبل وجبة الغداء أو العشاء.

الجرعة التجانسية: حسب الوزن ومعدل كتلة الجسم، وبشكل عام؛ إذا كان طبيعي: (مسحوق 3 جرام – نقيع 5 حبات)، تحت المعدل: (مسحوق 1.5 جرام – نقيع 3 حبات)، فوق المعدل: (مسحوق 5 جرام – نقيع 7 حبات).

ملحوظة مهمة: اختيار نوع أو صنف الأهليلج المستخدم على حسب الغرض أو العلة، وهليلج كابول في الاستخدام العام يفضل خلط كميات متساوية من أصنافه الثلاثة (الأسود والأصفر والكابلي)، ولتحضير الخليط تُهشم حبات الأهليلج لنزع الجزء الخارجي من الثمرة واستخدامها وترمى البذور أو النواة الصلبة ماعدا الأهليلج الأسود فلا داعي لنزع القشرة لأن النواة غير مكتملة النمو، بعدها يطحن الجميع ويحفظ للاستخدام.

محاذير وتنبيه: يؤكد الدكتور سليم الأغبري أن العشبة في جرعتها التجانسية آمنة وليس لها أي آثار جانبية على أجهزة الجسم حتى مع الاستخدام الطويل، كما لا توجد أي تقارير عن تفاعلات للعشبة مع أي أدوية، فقط في الأيام الأولى بعد تناول هليلج كابول قد يشعر المرء ببعض الجفاف في الفم أو الجسم لأيام قليلة، ويمكن التغلب على ذلك بسهولة عن طريق تناوله مع الحليب، ولا يؤخذ الاهليلج أثناء الحمل.

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

القراص

Read Next

صمغ اللبان