نحل العسل

قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ*) النحل الآيتين (68-69).

تعتبر الحشرات التي يزيد عددها على 928000 نوعٍ العدو الأول للإنسان في الأرض حيث تشاركه رزقه وتتطفل على حياته بل تحيلها في كثير من الأحيان إلى جحيم لا يطاق، بينما تعمل أنواع أخرى من هذه الحشرات في خدمة الإنسان يتمتع بجمالها ويأكل من خيراتها ويستفيد مما حباها الله بها من قدرات وإمكانيات.

ولقد تعرّف علماء الحشرات على أكثر من 12000 نوع من أنواع النحل منها حوالي 600 نوع (5%) من أعداد هذه الأنواع يحيون حياة اجتماعية في مستعمرات متباينة الأحجام، والباقي يحيون حياة فردية.

وقد استوطن النحل الأرض وعاش فيها قبل أن تطأها أقدام بني آدم بأكثر من 150 مليون سنة، كما تشير إلى ذلك أقدم آثار النحل التي تم اكتشافها في صخور القشرة الأرضية.

وتعتبر النحلة إحدى هذه الحشرات المباركة، التي أودع الله فيها من الأسرار ما لم يودع في غيرها، وتتجلى فيها قدرته تعالى وحكمته وطلاقة مشيئته، وفضله الكبير على الإنسان بأن جعل مما يخرج من بطون هذه الحشرات الصغيرة شفاء لأسقام بني آدم وغذاء لجسده إضافة إلى جعله ما يخرج من بطونها آيات يتدبرها المؤمنون آناء الليل وأطراف النهار.

وفي هذا القسم المُمتع من موقع العلاج أقدم كل ما يهم القارئ من معلومات عن مملكة نحل العسل وطريقتها في إدارة هذه المملكة وتفردها بين جميع الحشرات الأخرى بالدقة والنظام المذهل في أمور كثيرة، كما أركز على العسل باعتباره أهم وأشهر ما تقوم النحلة بإنتاجه وأتحدث عن كل المواضيع التي لها علاقة بالعسل سواء خصائصه وما يتفرد به من صفات علاجية وشفائية وأيضاً كل المواضيع المهمة حول العسل.. وأخيراً افرد مساحة كبيرة لبقية منتجات النحل مثل الغذاء الملكي وحبوب اللقاح والبروبلس والشمع وغيره مما يقوم النحل بإنتاجه، لذا فقد تم تقسيم هذا الجزء من موقع العلاج إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:

العلاج بالعسل