سكر الحمل Gestational Diabetes

سكر الحمل

مقدمة

أن مريضة السكري يمكنها أن تحمل وأن تلد طفلا طبيعياً تماماً بإذن الله، أما السيدة الحامل التي تكتشف السكر لأول مرة في أثناء الحمل فإن هذا يسمى سكر الحمل (Gestational DM)، وسكر الحمل هو نوع أخر شائع من أنواع داء السكر، وهي حالة مؤقتة تحدث في أثناء الحمل، والضغط المتزايد على البنكرياس يؤدي في بعض النساء أثناء الحمل للإصابة بارتفاع نسبة السكر في الدم.

سكر الحمل يصيب من (2% – 4%) من كل حالات الحمل, مع زيادة احتمال عوامل خطر الإصابة بمرض السكر للأم والطفل، وعودة خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكر تكون أكثر للأم التي قامت بولادة طفل كبير الحجم (أكثر من 4 كجم أو 9 رطل، وعلاج سكر الحمل يشمل إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة وفي بعض الحالات حقن الأنسولين.

ما هو مستوى السكر الطبيعي في الدم أثناء الحمل؟

تحدث بعض التغييرات الفسيولوجية لدى الحوامل تؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم عما كان عليه قبل الحمل ولذلك فإن مستوى السكر في الدم صائماً يكون من (60 – 80) مجم/د.ل وبعد الإفطار بساعتين يكون أقل من 120 مجم/ د.ل.

ما هو مستوى السكر في الدم عند السيدة المصابة بسكر الحمل؟

يتم تشخيص سكر الحمل بعمل منحنى للسكر في الدم فتعطى المريضة مائة جرام جلوكوز بالفم عقب صيام ثمانية ساعات أثناء الليل، وتؤخذ عينة من دم الوريد من المريضة بعد مرور ساعة ثم ساعتين ثم ثلاث ساعات، وتعتبر المريضة مصابة بسكر الحمل في حالة وجود نتيجتين إيجابيتين أو أكثر من كل من الآتي:

  • مستوى السكر في الدم صائماً 95 مجم/د.ل أو أكثر.
  • مستوى السكر في الدم بعد ساعة من الجلوكوز 180مجم/ د.ل أو أكثر.
  • مستوى السكر في الدم بعد تناول الجلوكوز بساعتين 155 مجم/ د.ل أو أكثر.
  • مستوى السكر في الدم بعد ثلاثة ساعات 140 مجم/ د.ل أو أكثر.

متى ينبغي عمل الفحص اللازم لاكتشاف السكر في السيدة الحامل؟

لابد من عمل منحنى السكر في الدم (OGTT) للسيدات اللاتي لديهم مؤشرات قوية لاحتمال الإصابة بسكر الحمل وهذه المؤشرات هي:

  • السمنة.
  • الإصابة السابقة بسكر الحمل.
  • وجود سكر في البول.
  • تاريخ إيجابي للسكري في الأسرة.

وفى حالة عدم وجود سكر في الحمل يعاد عمل منحنى لسكر الدم في الفترة من الأسبوع الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين من الحمل، ويوصي الأطباء بعمل منحنى السكر في الدم في هذه الفترة لكل السيدات الحوامل.

ما هو مصير سكر الحمل بعد الولادة؟

إن المريضة بسكر الحمل لديها احتمال قوي للإصابة بالنوع الثاني من السكري عقب انتهاء الحمل وخاصة من تعانى من السمنة، وربما يختفي السكري بعد الولادة ليداهم المريضة مرة أخرى في حمل آخر في المستقبل.

بماذا تنصح مريضة السكري التي ترغب في الحمل؟

1- إجراء التحاليل الآتية:
أ- مستوى الهيموجلوبين السكري في الدم، والمستوى المثالي له 7%.
ب- تحليل نسبة الكرياتنين في الدم (Serum Creatinine) وتحديد نسبة الزلال في البول.
جـ- وظيفة الغدة الدرقية (Serum Free T3, T4, TSH) لاستبعاد وجود زيادة أو نقص في هرمونات الغدة الدرقية في مريضة السكري النوع الأول.
2- المتابعة المنزلية للسكر في المنزل يومياً: ويكون العلاج ناجحاً إذا كانت مستويات السكر في الدم صائماً من (70 – 100) مجم/ د.ل، وبعد الأكل بساعتين أقل من 140 مجم/ د.ل.
3- التوقف عن استخدام الحبوب المخفضة للسكري عند مريضة السكرى النوع الثاني واستخدام الأنسولين في جرعات يحددها الطبيب.
4- إجراء فحص لقاع العينين لأن الحمل قد يؤدى إلى حدوث اعتلال الشبكية (DM Retinopathy) أو تدهور هذا الاعتلال إن كان موجوداً من قبل.
5- متابعة ضغط الدم والسيطرة على ارتفاعه، ويحدث ارتفاع ضغط الدم في مريضة السكري النوع الأول نتيجة لوجود الاعتلال السكري بالكليتين (DM Nephropathy).

وقد تنصح المريضة بعدم الحمل إذا كان مستوى الكرياتنين في الدم أكثر من 3 مجم/ د.ل، أو مستوى الزلال في البول أكثر من 2 جم/ 24 ساعة، أما ارتفاع ضغط الدم في مريضة السكري النوع الثاني فهو كثيراً ما يصاحب السكري، أما الأدوية المخفضة لضغط الدم فيمنع استخدام الأدوية الآتية:

  • مدرات البول (Diuretics).
  • مثبطات بيتا (B blockers).
  • الأدوية المثبطة للأنزيم المحولة للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
    6- لابد من علاج المشاكل التي تصيب الجهاز العصبي التلقائي في مريضة السكري (DM autonomic neuropathy) مثل:
  • ضعف حركية المعدة (Gastroparesis).
  • الاحتباس البولي (Urinary retention).
  • عدم الإحساس بنوبات انخفاض السكر (Hypoglycemia unawareness).
  • انخفاض الضغط عند الوقوف (postural hypotension).

7- متابعة تحليل البول للأستيون له أهمية كبيرة في اكتشاف بوادر غيبوبة ارتفاع السكر الاستيونية في مرضى السكري النوع الأول، كما أن اكتشاف الاستيون في البول قد يكون نتيجة عدم أخذ المريضة وجبات كافية وتخفيض السعرات الحرارية بشكل شديد في محاولة للسيطرة على السكر.

ما هي مضاعفات سكر الحمل على الأم والجنين؟

أولاً: المخاطر التي تصيب الأم.
1- زيادة معدل العمليات القيصرية (C.S).
2- ارتفاع ضغط الدم.
3- ما قبل إرجاج الحمل (Preeclampsia) أو إرجاج الحمل (Eclampsia).
4- زيادة السائل الأمينوس (Hydramnios).
5- الإصابة بمرض السكري النوع الثانى.

ثانياً: المخاطر التي قد تصيب الجنين أو حديثي الولادة.
1- الوفاة داخل رحم الأم (Intrauterine fetal death).
2- كبر حجم الجنين (Macrosomia).
3- التشوهات الخلقية (congenial anomalies).
4- الولادة المبكرة لأطفال مبتسرين (premature).
5- مشاكل لحديثي الولادة:

  • زيادة نسبة الصفراء بالدم.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم.
  • زيادة عدد كرات الدم الحمراء.
  • نقص الصفائح الدموية.
  • انخفاض نسبة الكالسيوم بالدم.
  • الوفاة.

ثالثاً: يكون الطفل المولود من الأم التي عانت من سكر الحمل أكثر عرضة في فترة الشباب للإصابة بمرض السكر والسمنة.

ما هي خطة العلاج للسيدة الحامل المصابة بسكر الحمل أو لمريضة السكري التي تحمل؟

1- إجراء تحليل منزلي يومي بالجهاز في المنزل صائماً وبعد الوجبات.
أفضل المعدلات للسكر هي أن يكون صائماً 95 جم/ د.ل أو أقل من ذلك، وبعد الإفطار بساعتين 120 مجم/ د.ل أو أقل.
2- إجراء تحليل للأستيون فى البول مرتين أسبوعياً.
3- يسمح للمريضة بكمية كافية من السعرات الحرارية (1800- 2200) سعره حرارية يومياً موزعة على ثلاث وجبات رئيسية وثلاث وجبات خفيفة.
4- يستخدم الأنسولين في جرعات مناسبة تحت الجلد قبل الإفطار والعشاء.
5- تتم الولادة في الأسبوع الثامن والثلاثين وذلك تحسبا لزيادة حجم الجنين.
6- الرضاعة الطبيعية للمولود هي أفضل أنواع الرضاعة.
7- لابد من عمل تحاليل دورية لاستبعاد عودة السكري بعد انتهاء الحمل.
8- عدم استخدام الكوريتزون أو الأدوية التي تؤدى إلى ارتفاع السكر أثناء أو بعد الحمل.
9- قد يكون اللولب (IUD) هو أفضل وسيلة لمنع الحمل بعد ذلك.

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

أهمية الأعشاب والنباتات الطبية للمصاب بداء السكري

Read Next

العلاج الطبيعي لداء السكر