السمنة وزيادة الوزن Obesity

السمنة وزيادة الوزن

مقدمة

قد يرى الكثير أن السمنة أمر بسيط، وقد ينظر البعض على أنها مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال الجسد، بينما القلة من يفطن إلى خطورتها ومع ذلك يكونون غير قادرين على عمل أي شيء ويقفوا مكتوفي الأيدي، ونحن نقول أن عليك الاحتراس فالسمنة وزيادة الوزن ليست مرضاً فقط، بل هي من الأمراض الخطيرة، إنها مرض من أمراض عصرنا الحديث.

تعريف السمنة

السمنة هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.

ما هي أسباب السمنة؟

قد يعتقد البعض أن سبب السمنة هو تناول كميات كبيرة من الطعام، لكن ليس هذا هو العامل المسبب للسمنة فقط، فهناك الكثير من العوامل والأسباب التي تؤدي لزيادة الوزن والسمنة، فمن قلة الحركة والنشاط إلى اختلال وظيفة الغدد الصماء إلى تأثير الحالة النفسية وحتى دور الوراثة، وأحد هذه العوامل قد تؤدي أو تتشارك مع العوامل الأخرى فتسبب السمنة، وفيما شرح لهذه الأسباب:

نمط الغذاء

من المؤكد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان علما بان الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية، وأفضل مثل على ذلك أن انتشار ما يسمى بالوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية في الدول الغربية وفي الفترة الأخيرة في دولنا العربية أيضاً، وهذا أدى إلى انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها في أجزاء كثيرة من العالم لم تكن تظهر فيها من قبل، ولو أردنا الحقيقة فإنها السبب الأول والأهم في (90%) من حالات السمنة في مجتمعاتنا العربية.

قلة النشاط والحركة

من المعروف أن السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص كثيري الحركة أو اللذين تتطلب أعمالهم النشاط المستمر ولكن يجب أيضا أن نعرف أن قلة حجم النشاط بمفرده ليس بالسبب الكافي لحدوث السمنة، لكن لا شك أن النشاط والحركة لها فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان بصفة عامة ويمكن أن نوجز النشاط والحركة بكلمة واحدة هي الحركة الدائمة والرياضة، فقد أشارت الدراسات أن التعود على الحركة الدائمة والرياضة لهما دور في تخفيض نسبة الدهون وجليكوز الدم كما أن لهما دورا في نشاط الأنسولين واستقبال أنسجة الجسم له، ولكن هل يكفي الاعتماد على الحركة والرياضة في إنقاص الوزن؟ بالتأكيد أن الإجابة على هذا السؤال هي لا، فلا يمكن أن نوصى الأشخاص المصابين بالسمنة والبدينين بالرياضة كأساس لتخفيض الوزن، ولكن يمكنها أن تكون عاملا مساعدا وخاصة لتخفيف الترهلات من جسم الشخص البدين الذي أنقص وزنه، ومثالنا على ذلك لو أنك مارست السباحة أو الجري لمدة ساعة كاملة دون توقف فإنك ستصرف حوالي (170) سُعره حرارية، فإذا توقفت بعدها وشربت كوباً من البيبسي وقطعة صغيره من الشوكولاتة فإنها ستعطيك (500) سعره حرارية.

العوامل النفسية

هذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال، فحين تتعرض المرأة لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام.

اختلال في الغدد الصماء

حدوث خلل في الغدد الصماء قد يسبب السمنة وزيادة الوزن، لكن حقيقة فأنها مسألة نادرة الحدوث وليست في معظم حالات السمنة، وقد يتحجج البعض من المصابين بالسمنة بهذه الحجة فيقول أن الطبيب قد قال ذلك، وفي هذا تهرب من المشاكل الأخرى التي سببت في زيادة الوزن، بل أن بعضهم يصدق هذه الحجة فلا يبدي أي دور أو محاولة في التخلص من المشكلة.

الوراثة

أيضا يجب أن نعلم أن هذا العامل ليس مسئولاً بمفرده عن السمنة وقد لا يكون له أي دور في السمنة وزيادة الوزن.

الطاقة والسعرات الحرارية

تحسب الطاقة بما يسمي بالسعرات الحرارية (Calorie) فكل حركات جسم الإنسان الإرادية أو الغير إرادية تقاس بهذا المقياس، وهي الحرارة المطلوبة لرفع درجة حرارة واحد كيلو جرام من الماء درجة مئوية واحدة، علما بأن كل جرام واحد من الكربوهيدرات أو البروتينات يعطي حوالي أربع سعرات حرارية وكل جرام من الدهن يعطي حوالي تسع سعرات حرارية، ويحتاج الإنسان العادي المتوسط الوزن حوالي (2960) سعره حرارية، والطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان تنقسم إلى قسمين:

طاقة أساسية

وهي التي يحتاجها جسم الإنسان لنشاطاته الغير إرادية مثل دقات القلب والتنفس وحركة الأمعاء وغيرها، وعادة ما تعادل (50-70%) من إجمالي الطاقة اليومية التي يحتاجها الشخص النشيط جدا، أما إذا كان الشخص متوسط النشاط فتكون النسبة (40-50%)، وإذا كان الشخص غير نشيط فهو يستهلك (30-40%).

طاقة النشاط والحركة

وهي التي تنتج عن استخدام الإنسان لها خلال يومه كالمشي والسباحة والحركة بصفة عامة.

ويمكننا حساب احتياج الإنسان من الطاقة باستخدام المعادلة التالية:

إذا كان الشخص نشيط = الوزن × 40

إذا كان الشخص متوسط النشاط = الوزن × 37

إذا كان الشخص قليل النشاط = الوزن × 34

كيف يمكن قياس السمنة؟

يوجد عدة طرق لتقييم الشخص البدين من أشهرها قياس الطول والوزن، أو قياس محيط الجسم أو قياس سمك ثنيات الجلد.

  1. دليل كتلة الجسم (BMI) Body Mass Index

إن من أفضل الطرق التي يمكن أن تحدد إذا ما كان وزنك طبيعي أم لا هي ما تسمى بطريقة دليل كتلة الجسم (BMI) وذلك حسب المعادلة التالية:

BMI = الوزن (بالكيلو جرام) ÷ الطول (بالمتر المربع)

فإذا كانت النتيجة أقل من20فإن الوزن يكون دون الطبيعي
وإذا كانت النتيجة بين20-25فإن الوزن يكون طبيعي
وإذا كانت النتيجة بين25-30فإن الوزن يكون زائد عن الطبيعي
وإذا كانت النتيجة بين30-35فإن الشخص يعتبر بدينا
وإذا كانت النتيجة بين35-40فإن الشخص يعتبر بدينا جدا
وإذا كانت النتيجة أكثر من40فإن الشخص يعتبر مفرط في البدانة

مثال:

حساب دليل كتلة الجسم حسب المعادلة السابقة.

إذا فرضنا أن الوزن 92 كيلو والطول 168 سم تكون النتيجة كالتالي:

– تحويل الطول من سم إلى متر = 168 سم ÷ 100 = 1.68 م

تحويل الطول من متر إلى متر مربع = 1.68 × 1.68 = 2.8224 م2 (متر مربع).

إذا دليل كتلة الجسم = 98 كجم ÷ 2.8224 = 32.6 تقريباً.

وهذا يدل على أن الشخص بدين.

غير أن هناك بعض الاستثناءات لاستعمال دليل كتلة الجسم منها على سبيل المثال لا الحصر:

·        الأطفال في طور النمو.

·        النساء الحوامل.

·        الأشخاص ذوي العضلات القوية كالرياضيين.

2. شريط القياس

يعتبر شريط القياس من التقنيات المستخدمة في قياس الوزن، وذلك بقياس محيط الخصر، وتعتبر الدهون المتراكمة حول الخصر أشد خطرا من الدهون الموجودة في محيط الأرداف أو في أي جزء آخر في الجسم، فتراجع قياس الخصر يعني تراجع أو انخفاض كمية الدهون في الجسم، والجدول أدناه يوضح هذا القياس:

الجنسخطر شديدخطر شديد فعلي
الذكورأكثر من 94 سمأكثر من 102 سم
الإناثأكثر من 80 سمأكثر من 88 سم

السمنة الكاذبة

بعض الأدوية مثل الكورتيزونات تؤدي إلى احتباس الماء في الجسم والتي تظهر كسمنة كاذبة تذهب مع التوقف عن اخذ الكورتيزون.

الأمراض والمشاكل التي تسببها السمنة؟

السمنة زيادة الوزن تسبب الكثير من المضاعفات الخطيرة على حياة المريض، وفيما يلي بعضاً منها:

1- أمراض القلب

من المعروف أنه من النادر أن تجد معمراً مصاب بالسمنة، قد لا يكون هذا مقياساً أو حقيقة صرفة، ولكنها مؤشراً عاماً للبدينين بدانة مفرطة بأهمية تخفيض وزنهم، فالوزن الزائد هو حمل زائد على القلب والرئتين ويحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف.

ورغم عدم معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين إلا أنها علاقة موجودة وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضاً بطبيعة ونوع الغذاء الذي يتناوله البدين حيث أنه يميل إلى تناول الأغذية الغنية بالدهون أو المقلية أكثر من ميله لتناول البروتينات أو الكربوهيدرات وتناول مثل هذه الأصناف يرفع نسبة الكولسترول في الدم وهذا هو عامل الخطورة الأول لأمراض القلب.

أما علاقة السمنة بأمراض القلب والموت المفاجئ فهي علاقة تعتمد على مدة البدانة أو عمرها عند الشخص، وجدت بعض الدراسات أن استمرار السمنة لمدة تزيد عن (10) سنوات تزيد نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب الأولى.

2- مرض السكري

مما لا شك فيه أن هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري من النوع الثاني الغير معتمد على الأنسولين غير أننا يجب أن لا نغفل عن أنه توجد أسباب أخرى مثل الوراثة والجنس والأماكن الجغرافية وغيرها، ولكن ما علاقة السمنة بمرض السكري؟..

إن كل خلية عليها مستقبلات خاصة تستقبل هرمون الأنسولين الذي يحرق الجليكوز لينتج الطاقة هذه المواد تسمي مستقبلات الأنسولين وإذا لم توجد هذه المستقبلات أو قل عددها فإن الأنسولين لن يعمل على هذه الخلية وبالتالي لن يستفاد من الجليكوز فترتفع نسبته في الدم، وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية فإن زاد حجم الخلية كما هي الحال في البدين فإن عدد المستقبلات تكون قليلة بالنسبة لمساحة الخلية الكبيرة الحجم، وكنصيحة لكل بدين تخفيض وزنه حيث أنه العلاج الأمثل لمرضى السكر إذ أن تخفيض الوزن يؤدي إلى تحسين حالة إفراز الأنسولين واستقباله عند هؤلاء المرضى.

3- ارتفاع ضغط الدم

يكفي أن نعلم أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى ثلاث أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم حسن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى (50%).

4- الروماتيزم والتهاب المفاصل والأربطة

السمنة حمل زائد أيضا على مفاصل الجسم وأربطته ويظهر ذلك في صورة آلام متعددة بالمفاصل.

5- مشاكل والتهابات الجلد

السمنة تزيد كمية الانثناءات في الجلد ويكون ولذلك يكون الجلد عرضة للالتهابات والإصابات الفطرية والبكتيرية إلى جانب عدم تحمل الطقس الحار.

6- المشاكل الأخرى

ومن المشاكل الأخرى التي قد تواجه الأشخاص البدناء:

–         ازدياد الحالات النفسية سوأ نتيجة صعوبة انخراط المريض بالمجتمع بسهولة.

–         فقدان الناحية الجمالية للشخص وفقدان جمالية القوام وخاصة الإناث.

–         اختلال العلاقات الزوجية لصعوبة التوافق الجسدي.

–         صعوبات العمل نتيجة ثقل حركة المريض وصعوبة التفاعل مع متطلبات العمل المتعددة.

–     صعوبة إجراء العمليات التقليدية وخاصة الطارئة منها كالتهاب المرارة والزائدة الدودية (الأعور) بسبب مخاطر التخدير العام في الأشخاص المصابين بالسمنة.

علاج السمنة الطبيعي

هناك الكثير من الأعشاب التي تعمل على التخفيف من السمنة، ولكننا هنا نحذر من الإفراط في استخدام هذه الأعشاب فهي تسبب الكثير من المشاكل والمضاعفات الخطيرة بما فيها الفشل الكلوي وهناك الكثير من الحوادث التي سجل فيها الترويج لاستخدام خلطات وأدى استخدامها إلى حدوث مشاكل صحية، فلا يوجد علاج طبيعي يقوم بإنزال الوزن بسرعة فائقة كما تروج له الكثير من هذه الخلطات، وما تقوم به هذه الخلطات هو مجرد حدوث استفراغ شديد لسوائل الجسم مما أدى بالضرورة لحدوث المضاعفات، وما نقدمه للمصابين بزيادة الوزن هو نصائح عامة تساعدهم على التخفيف من الوزن الزائد مع الاهتمام بنوعية الغذاء وممارسة الرياضة، ويكفي هنا نشير إلى أهمية السنامكي التي سبق وأن ذكرنا طريقة استخدامها العلمية سابقاً، ويكفي استخدامها مرة كل أسبوع كحد أقصى، ومعها يمكن شرب قشور البن المحمص كقهوة يومية بالإضافة إلى أوراق البردقوش والتي ثبت من خلال الأبحاث العلمية أنها تساعد في حرق الدهون، ونقدم في مركز العلاج جدول غذائي سهل بالترافق مع بعض الأعشاب التي تساعد في حرق الدهون غير المفيدة.

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

سبل الوقاية من السرطان

Read Next

السرطان Cancer