الإسهال Diarrhea

مرض الاسهال

مقدمة

الإسهال هو أحد الاضطرابات المزعجة في الجهاز الهضمي التي تتعدد مسبباته الميكروبية وغير الميكروبية، ويعاني المصاب بالإسهال من تحركات معوية مائية تجعله في حالة غير مريحة، ويصيب الإسهال الجميع بين الحين والآخر وغالبا ما يستمر ليوم أو أثنين بدون أن يشكل خطورة، كما يتسبب الإسهال بتأثيرات صحية بالغة خاصة لدى الأطفال، إذْ يُعتبر أحد أهم أسباب الوفيات بينهم، ورغم أن الإسهال مشكلة صحية عالمية إلا أنه في نهاية الأمر أحد أعراض بعض الأمراض وليس مرضاً مستقلاً بذاته، مما يجعل الإسهال من أحد أكثر المشاكل الصحية الشائكة، وفيما يلي من أسطر وعلى صفحات موقع العلاج يتحدث الدكتور سليم الأغبري عن الإسهال وكل ما يدور حوله من مواضيع ومعلومات

تعريف الإسهال

قد يقول البعض أن الإسهال لا يحتاج إلى تعريف، إلا أن الأطباء والمختصين يجدون من الأهمية الإحاطة بتعريف الإسهال، وقبل تعريف الإسهال يجب أن نتطرق إلى بعض المعلومات الهامة عن عملية التغوط أو التبرز:

  • الكمية الطبيعية للفضلات اليومية للشخص البالغ هي حوالي (200) غرام تقريباً.
  • الفضلات تكون بهيئة متماسكة القوام.
  • في الغالب قد يضطر الإنسان لقضاء الحاجة وإخراج فضلاته ثلاث مرات خلال اليوم.

في لقاء صحفي مع مجلة القبس يُعرف الدكتور سليم الأغبري الإسهال بأنه: “حالة يكثر فيها إخراج الفضلات وتزداد كميتها عن المعدل الطبيعي، وتكون الفضلات لينة أو سائلة وهو ما يُعتبر من غير الطبيعي حصوله”.
كما يشير الدكتور سليم إلى بعض النقاط الهامة المتعلقة بالإسهال:

  • المصاب بالإسهال قد يضطر الذهاب إلى دورة المياه لإخراج فضلاته لأكثر من ثلاث مرات يومياً، وقد يتضاعف عدد المرات إلى أكثر من ذلك.
  • تتباين نوعيّة البراز بين المخاطيّ والقيحيّ والدامي.
  • في حالة زيادة عمليّة إخراج البراز بسبب مشاكل عمليّة للأمعاء مع كمّيّة طبيعيّة لا تتجاوز (200) غرام في اليوم، وكذلك العجز البرزيّ fecal incontinence لا يعتبران في هذا الإطار إسهالًا.

نسبة انتشار الإسهال

مما تقوله الإحصائيات الطبية المقارنة في المجتمعات المختلفة أن معدلات الإصابة بالإسهال تتفاوت بين سكان الدول، وخلال العام الواحد، وفي نفس المنطقة الجغرافية، كما تتفاوت هذه المعدلات أيضاً حسب فصول السنة، وفي الولايات المتحدة يُصاب الشخص البالغ بالإسهال الحاد حوالي 4 مرات في السنة، أما في مناطق أخرى من العالم والتي تنتشر فيها الأمراض المنتقلة عبر الأطعمة والمياه الملوثة فإن معدلات نوبات الإسهال تتضاعف، والأهم أن احتمالات إصابة الزائرين لها من السياح وغيرهم بالإسهال تفوق احتمالات إصابة المقيمين فيها من سكانها، والإسهال الحادّ المعدي شائع في البلدان النامية وخصوصاً بين الرضع، حيث يموت منه ما بين 5 إلى 8 ملايين نسمة تقريبًا كل عام، معظم هذه الوفيات ناتجة عن عدم توفر مياه الشرب وعدم معالجة مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه الشرب، وفي المملكة العربية السعودية أجريت دراسة في المنطقة الشرقية حول انتشار الإسهال بين الأطفال وأظهرت انتشارا بلغ 7.6%، أي حدوث نوبتي إسهال لكل طفل في السنة، ووجدت الدراسة أن الإسهال اقل تفشيا بين الأطفال الذين ارضعوا رضاعة طبيعية.

الإسهال الحادّ شائع بين الأطفال الرضع خصوصاً في البلدان النامية

أعراض الإسهال

تشمل الأعراض المصاحبة للإسهال الكثير من المشاكل الصحية، وفيما يلي أهم هذه الأعراض:

  • القيء المصاحب لإسهال في بعض الحالات.
  • ارتفاع في درجة الحرارة وتعرق.
  • آلام وتقلصات معوية وانتفاخ البطن وظهور غازات.
  • ظهور دم ومخاط مصاحب للإسهال وبالأخص عند الإصابة بالدسنتاريا الباسيلية أو الأمبيبة.
  • الجفاف الذي يصاب به مريض الإسهال وهو خطير جداً.
  • الضعف والإجهاد وصفار الوجه.
  • فقد الشهية للطعام.
  • تلوث البراز باللون الأخضر والرائحة الكريهة.
  • الظمأ وجفاف الفم.

تشخيص الإسهال

حينما يُصيب أحدنا الإسهال بدرجة تتطلب مراجعة الطبيب، فإن أسئلة الطبيب ستتوجه نحو معرفة سبب الإسهال، ونحو التأكد من مدى المعاناة من حالة الجفاف، ولذا سيسأل الطبيب عن نوعية الأطعمة التي تناولها المصاب مؤخراً ومصدر إعدادها ومحتوياتها، كما سيستفسر عن الأدوية التي تناولها المريض وخاصة المضادات الحيوية.

وسيشمل الفحص التأكد من مقدار النبض وضغط الدم، إضافة إلى فحص الجلد والعينين، وذلك لتقييم مستوى جفاف الجسم، وعلى حسب الحالة الصحية للمريض ونوعية الإسهال لديه، سيلجأ الطبيب إلى الفحص السريري الإكلينيكي للبطن والمستقيم، وإجراء تحاليل للبراز وللدم أو إجراء منظار للقولون أو أنواع من أشعة البطن.

ومن الذكاء في بعض الحالات اعتماد الطبيب على إجراء اختبار الصوم، وهو كما تقول المؤسسة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي والكلى والسكري مهم في تشخيص حالات الإسهال الناجمة عن تناول مواد غذائية أو دوائية تتسبب بإعاقة امتصاص القولون للسوائل.

متى تراجع الطبيب عند الشكوى من الإسهال؟

يُشير الباحثون من المؤسسة القومية لأمراض الجهاز الهضمي والكلى والسكري بضرورة مراجعة الطبيب حال الإصابة بالإسهال، حينما:

  • يستمر الإسهال لمدة تزيد عن 3 أيام.
  • يتكرر الإسهال في اليوم الواحد لدرجة حصول من الجفاف في الجسم.
  • لا يُفلح الإكثار من شرب السوائل في تخفيف حدة أعراض الجفاف.
  • يُصاحب الإسهال ألم شديد في البطن أو المستقيم.
  • يختلط براز الإسهال بالدم أو بلون أسود.
  • ترتفع حرارة الجسم بما يفوق درجة 38 درجة مئوية.

الأسباب

كما قلنا في مقدمة الموضوع فأن الإسهال عرض لأمراض كثيرة وليس مرضاً مستقلاً بذاته، ولهذا فأن أسباب حدوث الإسهال عديدة وكثيرة، وقد يكون الإسهال الحادث بسيطاً ولا يحتاج لعلاج وقد يكون خطيراً ويحتاج لتدخل سريع، وعموما ثمة ثلاث آليات رئيسية لحدوث الإسهال، وهي:

  • التهابات بطانة الأمعاء:
    التهاب بطانة الأمعاء يُؤدي إلى زيادة سرعة حركتها وتدنى مستوى عملها على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، والتهابات بطانة الأمعاء الدقيقة أو الغليظة تحدث بسبب أمراض ميكروبية أو غير ميكروبية.
    الإسهال قد يحدث بسبب البكتيريا أو الطفيليات- التهابات ميكروبية:
    التهاب الأمعاء الدقيقة أو الغليظة بسبب حصول عدوى ميكروبية قادمة مع تناول أطعمة ملوثة بها، وهذه الميكروبات قد تكون فيروسات أو بكتيريا أو طفيليات، ومن الاستطراد الممل استعراض قائمة العشرات من أسباب الإسهال الميكروبية وأسمائها العلمية.
  • التهابات غير ميكروبية:
    كما تُؤدي الإصابة بأمراض غير ميكروبية، مثل مرض كرون (Chrohn’s disease) والتهابات القولون التقرحية (Ulcerative Colitis) ومرض سيليك، إلى حصول التهابات في بطانة الأمعاء الدقيقة أو الغليظة.
  • زيادة إفرازات الأمعاء:
    معلوم أن طبقة بطانة الأمعاء قادرة على إفراز كميات كبيرة من السوائل للاختلاط بالطعام، وقد يحصل خلل في عمل البطانة تلك، وبالتالي زيادة إفرازها للسوائل نتيجة للإصابة بميكروبات، وهذه الميكروبات لا تخترق أنسجة بطانة الأمعاء ولا تتسبب بالقروح والالتهابات فيها، بل تلتصق بخلايا تلك البطانة وتحثها جاهدة على إفراز المزيد من السوائل، وأوضح الأمثلة على هذه الآلية للإسهال هي الإصابة ببكتيريا الكوليرا.
  • إعاقة امتصاص القولون للسوائل:
    إن وجود مواد في الطعام تسبب في إعاقة عملية امتصاص القولون للسوائل، يعتمد على ما يُعرف علمياً بالضغط الأزموزي، وهو الذي يتحكم بمدى انتقال السوائل من وسط إلى وسط أخر عبر خاصية الاختراق، ولأن كميات السوائل في الفضلات الموجودة في القولون يجب امتصاصها بواسطة خلايا بطانة القولون، فإن وجود مواد ذات ضغط أزموزي عال قد يتسبب بمنع عملية الامتصاص تلك مما ينجم عنه الإسهال، وفيما يلي بعض المواد والمسببات التي تؤدي لحدوث هذه الإعاقة:
  • سكر اللكتوز (Lactose) الموجود في الحليب مثلاً، فشرب الحليب يسبب للبعض الإسهال نظراً لعدم هضم الأمعاء الدقيقة لذلك النوع من السكر، ووصوله بالتالي للقولون.
  • مادة السوربيتول (Sorbitol) ومادة المانيتول (Mannitol)، الموجودة في المُحليات الصناعية المُضافة إلى أنواع من العلك أو الحلويات.
  • تناول بعض الأدوية والتي لها تأثيرات جانبية في التسبب بالإسهال، فمثلاً تناول شراب “مالوكس” للمعدة والمحتوي على المغنسيوم، يتسبب بارتفاع الضغط الأزموزي وإعاقة امتصاص السوائل في القولون.
  • تتسبب بعض المضادات الحيوية بالإسهال عبر إما قضائها على البكتيريا الصديقة الطبيعية في القولون أو عبر تسببها بالتهابات بكتيرية في بطانة القولون.

أسباب أخرى:

تختلط الأمور في بعض أنواع الإسهال لتشمل آليات عدة، وهذه الأسباب يمكن أن تكون من البسيطة وحتى الخطيرة، ويمكن إيضاح بعضها في النقاط الآتية:

  • عند حدوث خلل حركيّ في آلية مرور البراز حيث تزداد تقلصات وحركة عضلات الجهاز الهضمي مما يؤدي بالضرورة إلى الإسهال، ومن أمثلة ذلك حالات الإسهال لدى مرضى القولون العصبي.
  • حساسيّة شديدة من بعض أنواع الغذاء (Food Intolerance).
  • خلل في عمل البنكرياس أو الكبد أو حتّى المرارة.
  • بعض أمراض المناعة الزائدة.
  • بعض الأدوية والعلاجات لأمراض السرطان والمسكّنات وحتّى الديجيتاليس (لبعض أمراض القلب).
  • قد يصاحب بعض الأمراض نوبات من الإسهال مثل مرض زيادة إفراز الغدة الدرقية والتهاب البنكرياس المزمن وأمراض اعتلال الجهاز المناعي ومتلازمة كارسنويد (carcinoid syndrome).
  • حالات الإسهال التي تُصيب من آن لأخر منْ لهم عملية استئصال المرارة، وحالات الإسهال التي تُصيب مرضى السكري.
  • نقص الغذاء.
  • اضطراب الحالة النفسية.
  • خلل الهضم عند الأطفال الرضّع (Dyspepsia)، والذي يجب علاجه بدقّة لأنّه قد يؤدّي سريعًا إلى حالات صحية خطيرة أو إلى وفاة الطفل.

إسهال المسافر

إن إسهال المسافر قد يكثر عند أولئك الذين يرتحلون ويسافرون إلى بلاد وأماكن غير مألوفة من قبل بلادهم والأسباب الحقيقية لإسهال المسافر غير معروفة على وجه الدقة، ولكن ربما كان سبب ذلك ملابسات جديدة مثل تناول أطعمة غير مألوفة، أو تعرض الجسم إلى غزو مباغت من جراثيم وفيروسات لم يتعود عليها المسافر في بلده الأصلي.

أنواع الإسهال
يقسم الإسهال حسب عدة تصانيف؛ فعلى حسب حدة أعراضه يقسم إلى أربعة أقسام هي الإسهال الحاد والإسهال المستمر والإسهال المزمن والإسهال المزمن المتكرر، وعلى حسب التصنيف الفسيولوجي (الوظيفي) يقسم الإسهال إلى ثلاثة أقسام هي الاوسموزي والإفرازي والمراري.

أنواع الإسهال حسب حدة الأعراض

الإسهال الحاد: هو ما يستمر لمدة يوم أو يومين، ثم يزول دونما تلقي أي معالجة.
الإسهال المستمر: هو ما يظل لمدة تزيد عن يومين، وقد يكون ناجماً عن أمر مهم، كما قد يتسبب بحالة من جفاف الجسم، وحالة الجفاف يُقصد بها فقد الجسم لكميات مؤثرة من السوائل، ما يُعيق انضباط وكفاءة عمل أعضاء الجسم، وتبدو أهميته وتأثر الجسم به لدى الأطفال ولدى كبار السن، وهي حالة تتطلب المعالجة لتعويض الجسم عن كميات المياه التي فقدها.
الإسهال المزمن: فهو ما يستمر لمدة تتجاوز أربعة أسابيع.
الإسهال المزمن المتكرر: أي الذي يستمر فترة طويلة نسبياً ثم يزول وبعدها يعود مرة أخرى لتتكرر الشكوى.

أنواع الإسهال حسب السبب الوظيفي

الأوسموتيّ:
حيث تتسبّب قلّة انتقاء الموادّ الفعّآلة من الأمعاء ببقاء المياه أيضًا خارج الجسم وذلك يساهم بشكل مباشر بالإسهال الشديد.
الإفرازيّ:
حيث تُفرز الأملاح والمياه بشكل ناشط وفعّال إلى الأمعاء ومنها إلى خارج الجسم، ويكاد ينحصر هذا النوع بسموم البكتيريا مثل بكتيريا الكوليرا والإيشيريشيا القولونية (Escherichia coli‏)، لكن توجد أيضًا هورمون الـVIP (Vasoactive Intestinal Polypeptide) الذي يعطي تأثيرًا مشابهًا، ويمكن أن يحصل هذا النوع من الإسهالات عند الذين يصومون عن الأطعمة لفترة طويلة جدّا.
المراريّ:
حيث يتسبّب انخفاض القدرة على الحجز لدى الغشاء المخاطيّ المعويّ بأن تتسرّب الأملاح إلى الأمعاء، وهذه الحالة تكون على سبيل المثال لدى مرضى سرطان الأمعاء الغليظة أو الالتهاب المقرّح للأمعاء الغليظة، وكما الاسم فقد تسبّب قلّة امتصاص الأحماض المراريّة (العصارة الصفراء) بآثار مماثلة، وحتّى عند النشاط الزائد للغدّة الدرقيّة (Hyperthyroidism).

العلاج الطبيعي للإسهال

يعتمد علاج الإسهال أساساً على تعويض كمية الماء المفقودة من الجسم وبالتالي توفير الحماية الطبيعية لبطانة الأمعاء، وأغلب حالات الإسهال تزول خلال بضعة أيام دونما تلقي أي معالجة دوائية، ولكن إذا لم يتوقف الإسهال أو تكررت مرات حدوثه فيجب عندها تشخيص أسبابه عند الطبيب، وبوجه عام قبل البحث عن علاج الإسهال يجب معرفة الأسباب الحقيقية والبحث عن علاجها، وبالتالي توقف الإسهال وعدم عودته مرة أخرى، وهناك الكثير من الحلول العلاجية الطبيعية الفعالة التي تعمل على إيقاف الإسهال، وفي مركز العلاج الأكاديمي التطبيقي نقدم بعضاُ من هذه الحلول الطبيعية.

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

الإسهال ( Diarrhea )تفاصيل مكونات العلاج الطبيعي

Read Next

الإسهال أثناء الحمل