التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis

العلاج الطبيعي لالتهاب القولون التقرحي

القولون التقرحي هو نوع من أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية، ويصيب الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الغليظة، ويتسبب هذا المرض في إحداث تقرحات يصحبها إسهال دموي وغازات وألم وانتفاخات ويكون هناك تناوب بين الإسهال والإمساك، ومع الإمساك تضاعف عضلات القولون الجهد لكي تدفع كتل البراز الصلب خلال القولون وهذا يسبب بروز الغشاء المخاطي المبطن للقولون إلى الخارج محدثاً ما يشبه بروزات كيسية صغيرة تعرف بتكيس الغشاء المخاطي، وتحدث هذه البروزات الكيسية عادة في الجزء الأسفل الأيسر من القولون والذي يعرف بالقولون السيجمي (السيني) أو بالقولون الحيضي (Sigmoid Colon) ويتخذ شكل حرف (S)، وفيما يلي من أسطر وعلى صفحات موقع العلاج يتحدث الدكتور سليم طلال عن التهاب القولون وطريقة علاجه بشكل طبيعي وفعال.

علاج التهاب القولون التقرحي

عادة ما يصاحب التهاب القولون التقرحي التهاب اللفائفي والتهاب الأمعاء، وهذا المرض يختلف في شدته من صورة بسيطة إلى صورة شديدة، ومن الأعراض المشهورة لذلك الإسهال والنزف الدموي وقد يتضخم القولون والذي يعرف بالتضخم السمي (Toxic Megocolon) حيث يضعف جدار القولون وينتفخ كالبالونة ويهدد بالانفجار في أي لحظة،  وقد تدعو الحاجة إلى التدخل الجراحي باستئصال القولون في الحالات البالغة الخطورة، احتمال الإصابة بالسرطان في حالة التهاب القولون التقرحي المزمن واردة .

أسباب التهاب القولون التقرحي

لا يوجد أسباب محددة للقولون التقرحي ولكن هناك عوامل تساهم في إحداث هذا المرض وأهمها عادات الأكل السيئة والحساسية لمواد الطعام والتوتر النفسي والقلق، وفيما يلي بعض المسببات التي قد تكون لها علاقة بحصول التهاب القولون التقرحي.
– العامل الوراثي:
تم رصد ثمان جينات أو صبغيات لها علاقة مباشرة مع المرض، كما وجد أن المرض يكثر بين أفراد العائلات المصابة بأمراض المناعة الذاتية.
– أنماط الغذاء:
وجد أن العادات الغذائية تؤثر باحتمالية حدوث القولون التقرحي، ووجد أن الغذاء الغني بالألياف له صفة واقية من المرض، كما وجد أن الأطفال الذين تغذوا على الحليب الطبيعي أقل عرضة للمرض.
– الضغط النفسي:
يشير الكثير من العلماء والمختصين أن الضغوط النفسية والعصبية الحياتية اليومية والمتكررة قد يكون لها دور ما في حدوث التهاب القولون.
– التهاب بكتيري أو فيروسي غير معروف:
يعتقد أن بعض الكائنات الحية الدقيقة قد تسبب المرض ولكنه لم يثبت شيء علمياً حتى الآن، ويقول العلماء أن بعض أنواع من البكتريا يمكن أن تسبب التهاب المعي الغليظ، محذرين أن استعمال المضادات الحيوية ربما تكون السبب أو العامل الأول في التهابات القولون التقرحي، حيث أن المضادات الحيوية تغير المستعمرة الطبيعية من البكتريا المسماة بكتيريا فلورا (Bowel Flora) والتي تعيش في الأمعاء.
– العوامل المناعية:
التغيرات في جهاز المناعة قد ينتج عنها مضادات حيوية تقوم بمهاجمة بطانة الأمعاء الغليظة.

Ulcerative Colitis 1
التهاب القولون التقرحي

انتشار المرض

هناك (10 – 20) حالة في الولايات المتحدة الأمريكية في كل (100.000) شخص من السكان، ولا يوجد إحصائيات رسمية عربية حول انتشار التهاب القولون ولكن لوحظ ازدياد معدل انتشاره في السنوات الأخيرة، ويقول الباحثين أن القولون التقرحي عادة ما يصيب الأشخاص بين سن (15 – 40)، ويقال أن النساء أكثر إصابة من الرجال، ويشابه التوزيع الجغرافي للمرض انتشار داء كرون حيث أنهما أكثر انتشاراً في الدول الواقعة في شمال الكرة الأرضية.


أعراض التهاب القولون

أكثر أعراضه شيوعاً هو الإسهال المزمن والمخلوط بالدم والمخاط والزحير، وقد ترتفع درجة الحرارة مع الآم في البطن أحيانا بشكل مغص فبل تفريغ الأمعاء، وفيما يلي بعض الأعراض العامة:
– دم في البراز وإسهال.
– آلام في أسفل البطن وانتفاخ.
– قد يظهر في بعض الأحيان احمرار في العينين وآلام في المفاصل وقصور في النمو عند الأطفال وفقدان للشهية والضيق والضجر.
– في الحالات الشديدة ترتفع درجة حرارة المريض ويشعر بالإرهاق الشديد.

تشخيص القولون التقرحي

تشخيص القولون التقرحي من الأمور المهمة جداً، فالتهاب القولون التقرحي يتشابه كثيرا في أعراضه مع أمراض أخرى مثله مثل أمراض الجهاز الهضمي، ويتم تشخيص المرض عن طريق:
1ـ الأعراض المصاحبة (القصة المرضية).
2ـ منظار القولون وأخذ عينة من القولون (على الأقل من خمس مناطق مختلفة من القولون بالإضافة للمستقيم) وفحصها تحت المجهر.
3ـ إجراء أشعة تلفزيونية لمنطقة البطن لملاحظة تضخم في جدران القولون.
4ـ إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من:
– القيم التي تتغير أثناء الالتهابات.
ـ ارتفاع في (CRP).
ـ وجود فقر دم.
ـ ارتفاع في كريات الدم البيض.
ـ فحوص البراز من اجل استبعاد التهاب القولون الجرثومي.

التشخيص التفريقي

المقصود بالتشخيص التفريقي في لغة الطب أي أمراض يمكن أن يكون لها نفس أعراض مرض معين وهذا قد يؤدي إلى الاختلاط في التشخيص لتشابه الأعراض، ومن الأمراض التي قد يكون لها أعراض متشابهة مع الالتهاب القولوني التقرحي:
1. التهاب قولون طفيلي أو جرثومي السبب:
ـ التهاب حاد عن طريق أنواع من البكتريا مثل السلمونيلا والشيغلا والإشريكية القولونية.
ـ التهاب سببه الطفيليات مثل البالانتيديوم كولي.
2. التهاب سببه غير جرثومي:
ـ التهاب قولوني بسبب نقص تروية دموية والذي عادة ما يحدث عند المرضى المسنين.
ـ التهاب قولوني سببه التعرض للأشعة.
ـ التهاب قولوني سببه تسمم دوائي كالذي يحدث عند التسمم بمسكنات الألم غير الستيروئيدية، أو الذي يحدث عند التسمم بدواء الايرغوتامين المستخدم في علاج حالات الشقيقة.
3. أمراض معوية أخرى:
ـ داء كرون.
– متلازمة القولون العصبي.
ـ التهاب الزائدة.
ـ حساسية ضد طعام معين.
ـ سرطان القولون.

مسار المرض

التهاب القولون التقرحي هو مرض مزمن في الغالب ولكن قد يظهر مسارات وأشكال مختلفة عند بعض المرضى فيخفت مرة وتعود أعراضه للظهور مرة أخرى، وقد يحدث التهاب حاد ومفاجئ عند نسبة بسيطة من المرضى، وفيما يلي يمكن إجمال مسار القولون التقرحي في ثلاث نقاط:
1- اختفاء وعودة على شكل انتكاسات:
قد يختفي التهاب القولون لفترة من الزمن ويعود على شكل انتكاسات في (85%) من حالات الإصابة، وهذه الانتكاسات والعودة للمرض يمكن أن تحدث بسبب ارهاقات جسدية ونفسية، وقد يغيب هذا المرض عند بعض المرضى ولا يشكون منه إلا لمرة واحدة في عدة سنوات.
2- شكوى متواصلة بدون شفاء تام:
ما نسبته (10%) من المرضى يشيرون إلى أن حدة المرض تختلف من فترة لأخرى ولكن لا يوجد هناك أوقات بدون شكوى منه.
3- مسار حاد مفاجئ:
بداية مفاجئة للمرض مع إسهال حاد كما هو الحال في الإصابة بالكوليرا مترافق مع ارتفاع بالحرارة وجفاف في (5%) من حالات الإصابة بالقولون التقرحي.

التعقيدات والمضاعفات المحتملة

المريض المصاب بالتهاب القولون التقرحي المزمن قد يعاني من مضاعفات شديدة تشمل فقدان الوزن والضعف العام، واضطرابات في النمو في مرحلة الطفولة، ونزيف دموي بكميات كبيرة، وفيما يلي بعض المضاعفات والمشاكل التي من الممكن أن تحدث بسبب التهاب القولون التقرحي.
– انثقاب الأمعاء:
يمكن أن يتشكل ثقب في جدار القناة الهضمية يتسبب بتسرب محتويات المصران، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الأغشية المعوية أو ما يسمى بالصفاق (Peritonitis)، وهو التهاب يصيب بطانة التجويف البطني.
– التوسع السام:
يمكن أن يتمدد المعي الغليظ مثل البالون ثم ينفجر وهو ما يسمى بالتضخم السمي (Toxic Megocolon)، وإذا لم يتلاشى هذا الانتفاخ يتعين إزالة الموضع المصاب.
– سرطان القولون والمستقيم:
يزيد التهاب القولون التقرحي لدرجة كبيرة من احتمال الإصابة بهذا السرطان، لذلك يتم مراقبة المصابين به بشكل منتظم.
– مشاكل ومضاعفات أخرى لبعض الأعضاء:
* الفم: تقرحات في الفم.
* الجلد: ظهور طفح مثل الحُمامي العقدة.
* العين: التسبب بالتهاب العين والملتحمة.
* الكبد: التسبب برواسب دهنية.
* الكلى: تكون حصى في الكليتين.
* المرارة: تكون حصى في المرارة.
* المفاصل: التسبب بأنواع من التهابات المفاصل، مثل التهاب الفقار الروماتيزمي.
 

تأثير التهاب القولون التقرحي وأدويته على الحمل:

لا يؤثر القولون التقرحي على سير الحمل والجنين ولكن تنصح المرأة حامل بالامتناع عن أخذ العلاج طوال فترة الحمل تفاديا لأي مخاطر تحدث للجنين.

تأثير التهاب القولون التقرحي وأدويته على خصوبة الرجل:

بالنسبة لخصوبة الرجل لا يوثر التهاب القولون التقرحي عليها، ولكن لوحظ أن خصوبتهم قد تقل عند استخدام الأدوية الكيميائية وعند التوقف عن استخدام العلاج تعود إلى حالتها الطبيعية.

الرضاعة الطبيعية والقولون التقرحي:
لوحظ أن الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من تقرحات القولون لأنها تمهد لنمو طبيعي للأمعاء وجدارها، كما وجد أن أغلب مرضى تقرحات القولون لم يستمروا في الرضاعة الطبيعية.

علاج التهاب القولون التقرحي في الطب الحديث

يعتمد الأطباء والمختصين في حالة الإصابة بالقولون التقرحي على خطوات ونصائح هي:
1- الراحة في السرير أثناء حدة المرض.
2- غذاء عالي في البروتين والسعرات الحرارية وخالي من الألياف, وفي بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى منع الطعام أثناء حدة المرض، وفي الحالات الحادة يقوم الطبيب بإعطاء الغذاء عن طريق إبرة في الوريد.
3- العقاقير التي تعطى للمريض تعتمد على الحالة لكن بشكل عام يعطى:
– دواء الصلفاسالازين (SULFASALAZINE)
– الكورتيزون (CORTISONE) وكما توجد عقاقير حديثة تستخدم لنفس هذا الغرض.
– هناك دواء جديد أسمه آساكول (ASACOL) وهو أفضل من الصلفاسالازين لأنه خالي من مادة الصلفا التي قد تسبب الحساسية مما يؤدي إلى الطفح الجلدي.
4- في الحالات الشديدة يلجأ الطبيب إلى الجراحة حيث يقوم باستئصال القولون وتوصيل الأمعاء الدقيقة بالمستقيم.

علاج التهاب القولون التقرحي الطبيعي

القولون التقرحي يحمل الكثير من المعاناة النفسية والجسدية ومضاعفاته الخطيرة قد تؤدي إلى حدوث سرطان القولون، وفيما يلي من صفحات على موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري طريقة علاجية طبيعية فعّالة ومجربة في القضاء على التهاب القولون التقرحي في مدة تقارب الشهرين بإذن الله الشافي، تسمى هذه الطريقة؛ طريقة سُقطرى لعلاج التهاب القولون التقرحي، وهي تتألف من منتجات طبيعية هي العسل الأصلي والأعشاب والنباتات الطبية، ويمكن الإطلاع على تفاصيل العلاج الطبيعي من خلال زيارة الرابط أسفل هذه الصفحة.

لطلب العلاج الطبيعي والاستفسارات والاستشارات الطبية أو لمتابعة الحالات يمكنكم التواصل مع المختصين في الموقع من خلال صفحة اتصل بنا.

علاج التهاب القولون التقرحي
شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

السرطان في المرحلة الرابعة ملاحظات مهمة على استخدام العلاج

Read Next

التغذية العلاجية لمرضى التهابات القولون (القولون التقرحي – مرض كرون)